تحت إشراف والي ولاية عين الدفلى السيّد “عيسى عزيز بوراس”، جامعة الجيلالي بونعامة تحيي الذكرى المخلدة لإضراب الطلبة “19 ماي 1956/ 19 ماي 2024” بشعار: “من العلم والشهادة إلى الثورة وتمنّي الاستشهاد”

Last Updated on 20 مايو 2024 by admin

على غرار باقي جامعات الوطن احتفلت الأسرة الجامعية بجامعة الشهيد الجيلالي بونعامة خميس مليانة بكافة مكوناتها (إطارات ومسئوولي الجامعة، هيئة التدريس، موظفين وطلبة)، بتاريخ اليوم الأحد 19 ماي 2024، بالذكرى الـ68 لعيد الطالب المصادف لـ “19 ماي ” عبر تخصيص برنامج ثريّ يليق بمقام هذه المناسبة التاريخية الهامة في نضال الثورة التحريرية والطالب الجزائري على وجه التحديد، وهذا بحضور وإشراف والي ولاية عين الدفلى السيّد “عيسى عزيز بوراس”مرفقا بالسادة: أعضاء المجالس المنتخبة، السلطات المحلية، السلطات الأمنية والعسكرية الولائية، نواب المدير وإطارات الجامعة، عمداء الكليات، طلبة وأساتذة من مختلف الكليات، ممثلين عن الجمعيات والنوادي الطلابية، ممثلين عن النقابات العمالية، ممثلين عن المجلس الأعلى للشباب، ممثلين عن المجتمع المدني، الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، الأسرة الثورية، أسرة الإعلام.

يجمع الباحثون والمؤرخون على أنّ إضراب الطلبة في 19 ماي 1956شكّل منعرجا تاريخيا هاما في مسار الثورة التحريرية، بالنظر إلى أن الانتفاضة الطلابية المسجّلة آنذاك عبر كافة ربوع البلاد وخارجها سمحت بإبراز قدرات الشعب الجزائري وتلاحم كافة شرائحه، وهو ما أعطى دفعا قويا للثورة التحريرية، لاسيما بعد أن أسندت للبعض منهم مناصب قيادية في صفوف جيش التحرير الوطني ونجاحهم في رسم معالم إستراتيجية لمواجهة الاستعمار الفرنسي واسترجاع سيادته الوطنية.

ولعلّ هذه الاحتفالية الرسمية بجامعتنا التي تعتبر عيدا لطالب اليوم، إنّما تأتي فرصة لإحياء التاريخ النضالي للطلبة الجزائريين والتذكير بدورهم البطولي خلال ثورة 54،كما أنّها سانحة لاستخلاص العبر واستلهام دروس النضال في سبيل بناء جزائر قوية قوامها البحث والنتاج العلمي الذي يكفله الصرح الجامعي عبر تسخير كافة الهياكل والبرامج البيداغوجية التي تحرص على توفيرها وتعزيزها الدولة الجزائرية.

جاء برنامج هذه التظاهرة حافلا بالنشاطات، أين وقف الحضور لرفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب والترحّم على أرواح الشهداء الذين قضوا إبّان الثورة التحريرية المظفرة لاسيما الطلبة منهم، ، ليتوجه الموكب لمعاينة معرض علمي ببهو قاعة المحاضرات الكبرى، ثمّ استعراض العديد من المداخلات في سياق هذه المناسبة، تتقدّمها رسالة السيّد مدير الجامعة الأستاذ الدكتور “برابح محمد الشيخ” التي حملها بالنيابة عنه السيّد نائب المدير المكلّف بالبيداغوجيا (باعتباره مدعوا للمشاركة في فعاليات هذه المناسبة بالجزائر العاصمة) والتي تضمّنت الترحيب بكافة الضيوف المشاركين في هذا الحدث وعلى رأسهم والي الولاية السيّد “عيسى عزيز بوراس” والوفد المرافق له، وكافة ضيوف الشرف المشاركين في فعاليات هذه التظاهرة، منوّها بالدور الفعّال الذي لعبته هذه النخبة من المجتمع (الطلبة) وإلى النضج والوعي السياسي الذي أكّد لحمة الشعب الجزائري مع الثورة التحريرية في سبيل التحرّر من بطش المستعمر، مشيدا بدور طالب اليوم في الجامعة الجزائرية من أجل تعزيز مسيرة البناء والتشييد تحت شعار ” من العلم والشهادة إلى الثورة وتمنّي الاستشهاد ” لاسيما جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة التي تعدّ صرحا علميا يضمّ كفاءات علمية من أساتذة وباحثين فاقت 1000 أستاذا باعتبارها مكسبا يقدّم قيمة مضافة لمخرجات البحث العلمي، مشيرا في ذات الصّدد بعديد الهياكل والمنشآت والمرافق العلمية والبيداغوجية التي تعززت بها الجامعة (القطب الجديد:6000 مقعد بيداغوجي، رئاسة الجامعة، الآفاق: البهو التكنولوجي وملحقة الطب)، وهو ما أهّل حرمنا الجامعي أن يكون محطّ اهتمام وجذب الطلبة الأجانب خاصة وأنّ جامعة الشهيد الجيلالي بونعامة خميس مليانة تحصد ثمرة جهود كافة مكوناتها لاسيما حصولها على نجمة وسم “أدرس بالجزائر” وخمس (05) أوسمة لابل “LABEL” لفائدة الطلبة ضمن القرار:”1275: شهادة جامعية-مؤسسة ناشئة/ شهادة جامعية- براءة اختراع”.

كما حملت كلمة والي الولاية السيّد “عيسى عزيز بوراس” في طياتها الكثير من مشاعر الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة التاريخية التي هي عيد للطالب الجزائري باعتبار إضراب 19 ماي 1956 منعرجا حاسما في مسار الثورة الجزائرية، أين انتفض الطلبة والجزائر في أمسّ الحاجة لأبنائها الذين برهنوا للعالم وقوفهم ومؤازرتهم للكفاح المسلح لجبهة التحرير الوطني، وهو ما كان له عظيم الأثر في قلب موازين الكفاح المسلّح بفضل النضج والوعي الكبيرين لهذه النخب الشبابية. كما نعتزّ بما تحقّقه الجامعة الجزائرية اليوم، أضاف متحدثا، وشباب اليوم هو امتداد لشباب الأمس، منوّها بجهود كافة الأسرة الجامعية للنهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي ضمن سياسة الانفتاح على العالم الخارجي، والنتاج العلمي النوعي القائم على رؤية استشرافية مستوحى من الاستثمار في المورد البشري لاسيما قدراتها الشابة. وفي السياق ذاته، عدّد السيّد الوالي المكاسب المنجزة بجامعتنا من مرافق بيداغوجية هامة، مبشّرا الأسرة الجامعية بآفاق ومشاريع مستقبلية نوعية من خلال المساعي الحثيثة التي باشرها مع الوزارات الوصية من أجل استحداث كلّية الطب لتدعيم هذا الصرح العلمي ودعم طلبته بتكوين علمي نوعي في هذا التخصّص، مع الحرص على تهيئة كافة الظروف البيداغوجية والتنظيمية الملائمة لذلك، خاصة وأنّ ولايتنا ستعرف تدشين بعض المؤسسات الاستشفائية من شأنها تطوير البحث العلمي وأن تكون أرضية خصبة للدراسات العليا في الميدان الطبّي والشبه طبّي.

وقد امتدت قائمة النشاطات لهذه التظاهرة إلى قراءة بيان إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 أمام الحضور، عرض أفلام وثائقية خاصة بهذه المناسبة، مداخلات علمية تاريخية ومتفرقات، كما اختتم اللقاء بجو من التكريمات شملت والي الولاية السيّد” عيسى عزيز بوراس”، شخصيات من الأسرة الثورية، الطلبة المتحصّلين على وسم لابل “LABEL”، وضيوف شرف آخرين. كما تمّ على هامش، أعطى السيّد والي الولاية إشارة انطلاق قافلة الحملة التحسيسية أطرها ديوان مؤسسات الشباب حول مخاطر المخدرات.